قوووووووووووووم

كانت المشاهدة وحدها هي التي قادت الشاب السعودي أحمد الغازي ليسجل اسمه ضمن قائمة المخترعين السعوديين، بعد أن خطرت بباله فكرة لمساعدة كبار السن والمعوقين على القيام والجلوس والحركة لإعطائهم شعورا بالاستقلالية والقدرة على الاعتماد على أنفسهم ولو بشكل جزئي، ونال الابتكار جائزة دولية تقديرا لفكرتها الهندسية وهدفها الإنساني.
ونجح الغازي «25 عاما» والمتخصص في هندسة الإنتاج وتصميم النظم الميكانيكية، ومؤسس شركة للدعاية الرقمية، نجح بعد سلسلة من الاجتماعات وجلسات العصف الذهني مع مجموعة من زملائه، في ابتكار جهاز آلي يوفر هذه الخصائص ويمنح صاحبه الفرصة على ممارسة بعض الأنشطة اليومية بنفسه دون الاعتماد على الغير، وليكون الجهاز أكثر عملانية فقد صمم لأن يكون قابلا للطي والنقل مما يوفر حلولا أخرى لتخزينه والانتقال به من مكان إلى آخر. كما أطلق عليه اسم «قووم» المشتقة من كلمة «قم» ليكون دالا على فكرته في المساعدة على القيام.
وقال غازي لـ«شمس» إن مجموعة من المشاهدات المتفرقة مكانيا وزمانيا والمترابطة فكرة كان بداية بلورة الابتكار واختمارها في رأسه: «لاحظت لدى زيارتي مع مجموعة من زملائي مستشفى عبداللطيف جميل لتأهيل المعوقين في جدة، أحد المعوقين يحاول الوقوف على قدميه لكن إعاقته حالت بينه وبين ذلك، كما أن جدتي «رحمها الله»، كانت متقدمة في السن وكانت دائما تحتاج إلى مساعدة متكررة، صحيح أنه شرف لنا أن نقوم على رعايتها وخدمتها، إلا أنها كانت تشعر بأنها تمثل عبئا على غيرها، فمثل هذه المواقف أشعلت في داخلي جذوة التفكير لإيجاد حلول عملية لمساعدتهم».
وشارك الغازي بابتكاره في الموسم الثاني لمسابقة «نجوم العلوم» وهو برنامج ترفيهي علمي تقيمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ويعد الأول من نوعه في العالم العربي لإلهام الجيل الجديد من المبدعين العرب، وحصل فيه على المركز الرابع: «حصلت على المركز الثاني أولا بناء على نتائج لجنة التحكيم غير أن عملية التصويت جعلتني أتراجع للمركز الرابع، إلا أن الأمر ليس مزعجا بالنسبة لي، فالمهم أن تتحول الفكرة إلى منتج يستفيد منه الناس، وهذا هو الهم الأول الذي كنت أحمله، وقد ساعدتني المشاركة في المسابقة في تحقيقه».
واعتبر الغازي أن سبب هجرة العقول العربية إلى دول أخرى يتمثل في نقص الدعم المقدم للعلماء والمبتكرين والمبدعين في المجتمع، من جميع النواحي سواء المادية أو المعنوية والإعلامية، وأكد أن كثيرا من المبدعين حاليا في عالمنا العربي قادرون على ضخ المزيد من الأفكار والابتكارات والاختراعات لكنهم يعانون التهميش إن صح التعبير: «نحن بحاجة إلى حلقة وصل بين رجال الأعمال والمخترعين والمبتكرين حتى ينتج من هذا التواصل شركات منتجة تقدم خدماتها للمجتمع، ونكون نحن المستفيد الأول من هذه الاختراعات بدلا من أن تتبناه دول أخرى.
وأشار إلى أن العديد من العروض بدأت تنهال عليه بعد الانتهاء من المسابقة: «زرت أحد المستشفيات وعرضت الجهاز على بعض الاختصاصيين في العلاج الطبيعي ووجدت انطباعا جيدا
ودعا الغازي إلى الاعتزاز بالثقافة العربية خصوصا فيما يتعلق بمثل هذه الابتكارات التي ستنتقل بشكل أو بآخر إلى دول أخرى: «إصراري كان شديدا على تسمية الجهاز اسما عربيا، لأني أريد أن أثبت للعالم أجمع أن الشباب العربي قادر على الإبداع والابتكار، وأن لديه رغبة بالمساهمة في عجلة التطوير العلمية، إضافة إلى أن هذه التسمية ستعكس للآخرين أن هذا الجهاز عربيا 100 %. كما أن اختيار الاسم جاء أيضا من باب تسهيل نطقه على غير الناطقين بالعربية، وأعتقد أننا وفقنا في ذلك»